خليل الله إبراهيم عليه السلام
ذكر المحاسبي في " الرعاية" إن الله تعالى قال لإبراهيم عليه السلام:
"يا خليلي كيف وجدت الموت؟"
قال: كسفود محمي جعل في صوف رطب, ثم جذب قال:"أما إنا قد هونا الموت عليك يا إبراهيم".
نبي الله داوود عليه السلام
وروي إن ملك الموت دخل على نبي الله داوود عليه السلام فقال: من أنت؟ فقال: من لا يهاب الملوك ولا تمنعه القصور ولا يقبل الرشا, قال: فإذا أنت ملك الموت؟ قال: نعم, قال: أتيتني ولم أستعد بعد؟ قال: يا داوود أين فلان قريبك؟أين فلان جارك؟قال: مات,قال أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد
كليم الله موسى عليه السلام
وروى أن موسى عليه السلام لما صار روحه إلى الله, قال له ربه:"يا موسى كيف وجدت الموت؟"
قال: وجدت نفسي كالعصفور الحي يقلي على المقلي لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير
وروى أنه قال: وجدت نفسي كشاة تسلخ بيد القصاب وهي حية.
روح الله عيسى عليه السلام
وقال عيسى ابن مريم عليه السلام:"يا معشر الحواريين ادعوا الله أن يهون عليكم هذه السكرة"
وروى أن الموت أشد من ضرب بالسيوف ونشر بالمناشير وقرض بالمقاريض.
رسول الله يصف الموت لأصحابه
وعن شهر بن حوشب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموت وشدته؟ فقال:"إن أهون الموت بمنزلة حسكة كانت في صوف, فهل تخرج الحسكة من الصوف إلا ومعها صوف؟"
ابو بكر الصديق رضي الله عنه
لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه حين وفاته قال :" و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"
و قال لعائشة :
انظروا ثوبي هذين , فاغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولى بالجديد من الميت .
و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا :
إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لا يقبله بالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة بإتباعهم الحق في الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , و حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا , و إنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفته عليهم في الدنيا و حق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا.
عمر بن الخطاب
ولما طعن عمر جاء عبد الله بن عباس ,فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , و جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا و لم يختلف عليك اثنان , و توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض .
فقال له : أعد مقالتك
فأعاد عليه ,
فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبد الله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبد الله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل.
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد أن طعن علي رضي الله عنه
قال :
ما فعل بضاربي ؟
قالو : أخذناه
قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي , و إن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها .
ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا
و أوصى :
امشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإن كان خيرا عجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم .
أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه
قال حين طعنه الغادرون و الدماء تسيل على لحيته :
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
اللهم إني أستعيذك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي .
ولما استشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوا فيه ورقة مكتوبا عليها (هذه وصية عثمان)
بسم الله الرحمن الرحيم .
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث إن شاء الله .
عمرو بن العاص:
في السنة الثالثة والأربعين من الهجرة أدركت الوفاة عمرو بن العاص بمصر، حيث كان واليا عليها..
وراح يستعرض حياته في لحظات الرحيل فقال:
".. كنت أول أمري كافرا.. وكنت أشد الناس على رسول الله, فلو مت يومئذ لوجبت لي النار..
ثم بايعت رسول الله, فما كان في الناس أحد أحب اليّ منه، ولا أجلّ في عيني منه.. ولو سئلت أن أنعته ما استطعت، لأني لم أكن أقدر أن أملأ عيني منه اجلالا له.. فلو متّ يومئذ لرجوت أن أكون من أهل الجنة..
ثم بليت بعد ذلك بالسلطان, وبأشياء لاأدري أهي لي أم عليّ"..
ثم رفع بصره الى السماء في ضراعة، مناجيا ربه الرحيم العظيم قائلا:
" اللهم لا بريء فأعتذر, ولا عزيز فأنتصر،
والا تدركني رحمتك أكن من الهالكين"!!
وظل في ضراعاته، وابتهالاته حتى صعدت الى الله روحه. وكانت آخر كلماته لا اله الا الله..
وقال شهر لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة قال له ابنه: يا أبتاه, إنك لتقول لنا: ليتني ألقى رجلاً عاقلاً لبيباً عند نزول الموت حتى يصف لي ما يجد, وأنت ذلك الرجل,فصف لي الموت, فقال: يابني والله كأن في جنبي تخت,وكأني أتنفس من سم إبرة, وكأن بغصن شوك يجذب من قدمي إلى هامتي ثم أنشأ يقول:
حذيفة بن اليمان:
ذات يوم من أيام العام الهجري السادس والثلاثين..دعي للقاء الله.. واذ هو يتهيأ للرحلة الأخيرة دخل عليه بعض أصحابه, فسألهم:
أجئتم معكم بأكفان..؟؟
قالوا: نعم..
قال: أرونيها..
فلما رآها, وجدها جديدة فارهة..
فارتسمت على شفتيه آخر بسماته الساخرة, وقال لهم:
" ما هذا لي بكفن.. انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص..
فاني لن أترك في القبر الا قليلا, حتى أبدّل خيرا منهما... أو شرّ منهما"..!!
وتمتم بكلمات, ألقى الجالسون أسماعهم فسمعوها:
" مرحبا بالموت..
حبيب جاء على شوق..
لا أفلح من ندم"..
وصعدت الى الله روح من أعظم أرواح البشر, ومن أكثرها تقى, وتآلقا, واخباتا...