نزلت المكان , تلفت يمنة ويسرة, شعرت بالوحدة , تأملت زوايا المكان وأزقته , لم أألفه كثيرا فقد كان مليئا بالركام ,.. لكني أظن أنني أحببته .!
هممت بالرحيل فحزمت أمتعتي ثم سرت على أمل الوصول الى حيث أريد , حيث أن ما أريد هو حب صادق , أرضٌ حنون , هواء عليل , بحرٌ هادئ , وشمسٌ تلوح في الأفقِ , وكنت أظن أن الراحةَ هناك .
عدت الى حيت كنت , إلّا أنّ قلبي بقي أسيرا لذاك المكان الذي رفضت..
خاطبتني نفسي قائلة : ما الذي يعجبكِ فيه؟ ركامه ؟ أم دوره التي عفا عليها الزمان ؟أم ما يحيط به من عبث العابثين ؟ ما بكِ ؟ أراكِ تحبينَ الشقاء .!
عندها قررت أن أبقى حيث أنا , فقد اقتنعت بحديث نفسي .
نفسي التي ألفت النعيم والراحة والهناء , بقيت حيث القصور والترف وكل ما يعدُّ نعيما في مقاييس أهل الدنيا ..!
أشتاق لذاك المكان , أحلم به في كل ليلة , نسيمه يفوح بين الفينة والأخرى ., هل أعود ؟
استمريتُ في صراعٍ مع نفسي بين أن أظل حيث أنا وبين أن أحتضن المكانَ الذي أحببت .
وأخيرا رسمت طريقي ..
سأكون في المكان الذي احببت , هذه المرة قررت المغادرة دون أمتعة , فكل ما أحتاجه (قلب صادق) وفعلا هذا ما كان .
وصلت أخيرا .. كنت متعبة من كثرة الشوق بين جوانحي , ظن البعض أن ما قمت به جنونا , والبعض وبَّخني بأن ليس لي مكان هنا .! , لكني لم أعبأ بأقوالهم فيكفيني
أني
وصلت ..