خاطرة في ليلة الالم

خاطرة في ليلة الالم
اذا كان احساس الانسان بالالم هو احساس فطري يقوم مقام الحارس والمحامي للجسد اذا ما داهمه الخطر للحفاظ على سلامته
فان للروح قوانين غير قوانين البايلوجيا
الالم الروحي هو اعلان حالة الافلاس التام التي نسجت الروح عليها عالما من الامال والاحلام
وبهذا فان الاحساس بالالم ما هو الا ذر التراب الاخير على قبر الروح الكسيف
وبداية لمحاكمة منكر ونكير لهذا الروح المنتحر في دنيا المتاهات
لقد حكم عليه لانه بلغت به الوقاحة ان اسلم نفسه الى انسان غيره بعد مجاهدة وصراع طويل من العزوف عن الغير
وهاهو اليوم يلقي حدفه في محكمة الاندحار
كيف ذلك وقد كان لامنتميا فاصبح منتميا
كان وحيدا يقاسي آلامه ثم يتجرع بعدها من مدام الصبر زعفا تتهرأ احشاؤه بين الفينة والاخرى
لقد كان غربيا بين اهله واحبته فاصبح كيانا وكأنه امة في رجل
كيف له ان يذوق طعم السعادة فهي من اكبر الكبائر
وبهذا الخسران المبين قذف في جهنم عله ان يعود الى مسكله القديم جالدا ذاته تائبة من الخيانة العظمى (السعادة)
نعم عليه ان يرجع الى مملكة الالم تائبا نصوحا ولكن قبل ذلك عليه ان يذوب شحوم الفرح بسعير الالم