ليس نهاية بل بدايه
ان مرحلة التشريع النبوي كانت غنية بالنماذج والامثلة في كل ميادين الحياة ومنها الميدان الاجتماعي وحالات الطلاق التي صاحبت تلك الفترة رغم كونه افضل جيل اخرج للناس وكأنها حكمة الله ان يجعل الله لنا فيهم قدوة في كل المعاملات والاحكام لناخذ منهم العبرة والعظة ..
(( ان في ذلك لعبرة لاولى الابصار ))
الطلاق يعتبره البعض فشلا ولكنه تصور خاطئ وانما هو تصحيح للمسار ولا يعتبر عارا فلدينا هنا نماذج مشرفة
اول هذه النماذج التي نبدأ بها ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم فتخيلو معي انها تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم ثم تزوجت برسول الله عليه الصلاة والسلام ولم يكن هذا عيبا في حقها بل لقد كان زواجها من رسول الله فيما بعد تشريفا لها وتكريما وخير تعويض
ولا تستغربو لو قلت لكم ان كل امهات المؤمنين اي زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن متزوجات قبله الا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهي الوحيدة التي تزوجها بِكرا اي عذراء وخطبها من ابيها الصديق ابو بكر رضي الله عنه فلكِ اختي في زوجات النبي صلى الله عليه أسوة
&&&&&
وساذكر بعضا منهن فمثلا ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها وارضاها كانت متزوجة بعبدالله بن عبدالاسد المخزومي ولما ارادت ان تهاجر مع زوجها منعها قومها ورفضو السماح لها ولابنها بالسفر والهجرة الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذوها من زوجها بالقوة والاجبار وارادو اخذ ابنها معهم بالقوة فتجاذبوه مع قوم زوجها وكل يقول نحن احق بهذا الولد حتى خلعو يده
فذهبت الام المسكينة مع قومها بدون ابنها الذي خلعو يده فتخيلو مقدار الحزن في قلبها ..نهاية بدايه
وهاجر زوجها بدون ابنه فاصبحت الاسرة مفرقة تماما وكل فرد منهم في مكان مختلف وظلت ام سلمة رضي الله عنها تخرج كل يوم لبطحاء مكة تبكي لمدة سنة كاملة حتى رق قلب احدهم وشفع لها عند قومها فوافقو على ان تهاجر وتلحق بزوجها وكذلك اهل زوجها الذين اعادو لها ولدها فهاجرت مع ولدها ولحقت بزوجها بالمدينة ولكنها لم تهنا مع زوجها فسرعان ما جرح يوم احد ثم لم يلبث الا قليلا ومات بعدها متاثرا بجراحه وعاد الحزن من جديد ليعصر قلبها ولكنها لايمانها بالله تماسكت وكانت قوية
فخطبها ابو بكر الصديق رضي الله عنه فلم توافق ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقت وتزوجت بخير البشر فكان نعم العوض لها من رب العالمين ..
&&&&&
ونموذج اخر للارامل ام المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها والتي تزوجت خنيس بن حذافة السهمي رضي الله عنه والذي استشهد من اثار جراحه التي اصيب بها يوم احد فاعتزلت حزنا على فقد زوجها حتى ان اباها عمر ضي الله عنه رق لها ولحزنها فاراد ان يزوجها لعثمان رضي الله عنه فلم يقبل عثمان وعرضها على ابي بكر الصديق رضي الله عنه فلم يجبه فحزن عمر رضي الله عنه لرفضهما فشكى الامر للنبي صلى الله عليه وسلم فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان نعم العوض لها وقد اعتذر ابو بكر رضي الله عنه لعمر بانه كان يعلم برغبة النبي صلى الله عليه وسلم في خطبتها من قبل فلم يقبل ان يخطبها احتراما واجلالا لرغبة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد زواجها من رسول الله عاشت اجمل ايامها في كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون تعويضا ربانيا لها بعد الحزن والالم
&&&&&
ونموذج اخر للمطلقات ام المؤمنين زينب بنت خزيمة الملقبة بام المساكين والتي كانت متزوجة بالطفيل بن الحارث فطلقها ولم تنتهي حياتها بعد الطلاق ولكنها تزوجت بعده برسول الله صلى الله عليه وسلم فعاشت في البيت النبوي الشريف اجمل حياة واطيب اللحظات
&&&&
ونموذج اخر جليل للمطلقات ام المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها والتي تزوجت في الجاهلية بمسعود بن عمرو الثقفي ثم طلقها فحزنت لذلك ثم تزوجها ابو رهم بن عبدالعزى فمات وتركها ارملة ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لها خير عوض وعاشت في كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعوض الله صبرها خيرا
&&&&&
ونموذج اخر مشرف ام كلثوم بنت عقبة ابن ابي معيط رضي الله عنها أخت عثمان بن عفان لأمه
تزوجها زيد ابن حارثة -رضى الله عنه-، ثم ما لبث أن استشهد فى غزوة مؤتةفتزوجها الزبير بن العوام فولدت له زينب، ثم طلقهافتزوجها عبد الرحمن بن عوف -رضى الله عنه وكانت معه مثالا للزوجةالصالحةالوفية ولما توفى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه تزوجها عمرو بن العاص رضي الله عنه فعاشتْ معه شهرًا ثم توفيت رضي الله عنها
الموضوع الأصلى من هنا: شبكة عدوية الاسلامية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]&&&&&
ونموذج اخر مشرف للارامل صاحبة الهجرتين اسماء بنت عميس رضي الله عنها والتي تزوجت جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه وهاجرت معه للحبشة ثم رجعت معه وهاجرت للمدينة وعاشت معه الى ان استشهد يوم مؤتة فلم تتوقف وتندب حظها وتبكي ولكنها استمرت بقلب مؤمن قوي واثقة بكرم ربها سبحانه حتى خطبها الصديق ابو بكر رضي الله عنه فتزوجها وعاشت معه الى ان توفي رضي الله عنه ومرت الايام فخطبها على ابن ابي طالب رضي الله عنه وتزوجها وعاشت معه الى ان توفيت رضي الله عنها وارضاها
&&&&&
ونموذج رائع للمطلقة والارملة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنها وارضاها وعن ابيها والتي تزوجت بعبدالله بن ابي بكر الصديق رضي الله عنه فطلقها طلقة واحدة نزولا عند رغبة ابيه ولكنه كان محبا لها حبا شديد فرق قلب ابيه لحاله فامره بارجاعها فعاشت معه حتى توفى زوجها عبدالله ثم تزوجت من عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وعاشت معه حتى استشهد ثم تزوجت الزبير بن العوام رضي الله عنه حتى استشهد يوم الجمل رضي الله عنها وعنهم اجمعين
والنماذج كثيرة ولا يسع ذكرها جميعا في هذه المقالة المتواضعه ..
الخاتمة ..
ولا بد ان اقول كلمة لكل اخت مطلقة او ارملة بان الطلاق او الترمل ليس نهاية المطاف ولكنه تصحيح لمسار خاطئ تماما ولذا فهو بداية لانطلاقة جديدة ولا ينبغي ان نستسلم للحزن ونبكي على الماضي ولكن ننظر للحاضر بقوة وارادة وعزيمة قوية املين في غدٍ افضل
والله اسال ان يمن بالسعادة على الجميع وان يعوض كل مطلق ومطلقة خيرا او ارملة او ارمل وجميع المسلمين والمسلمات